المصدر كتاب البومنصور (ذباحة المولى) - البوسلطان
تأليف - الاستاذ هادي سعيد فهد المنصوري السلطاني
من هم البومنصور ؟
من اجل التعريف بالبومنصور ولغرض توضيح ماهيتهم او ذكر موجز مفصل حول انتسابهم واصل جلدتهم القبلية وتاريخ نشاتهم الاجتماعية , كان لابد لنا من الاحاطة بشئ من سيرتهم الذاتية , وما رافق مجرى حياتهم من حوادث واخبار توثق لهم وتكشف عن الكثير من احوالهم العامة , وما يقولونه هم حول مسيرتهم التاريخية واعمالهم الذاتية , وما ورثوه عن ابائهم واجدادهم من تراث شعبي وفكري وتاريخي .
وبعد ان قدمنا للبوسلطان وذكرنا اصل نشاتهم زمانا ومكانا واتينا على تاريخ هجرتهم من الحويزة الى الداخل العراقي , وبالذات منطقة الفرات الاوسط , وحددنا تاريخ تلك الرحلة او الهجرة , وكان ذلك عام (1177هـ - 1763م) وثبتنا اسباب تلك الهجرة , ثم ذكرنا التركيب او النسيج العشائري لقبيلة البوسلطان(1) , وكان من جملة ذلك التركيب هي عشيرة البو منصور , التي تعتبر من عشائر البوسلطان الصليبة والمهمة .
فالبومنصور الان من العشائر الشهيرة في الوسط السلطاني والقبلي على حد سواء . نخوتهم الخاصة ( عليه ) ونخوتهم العامة ( فنوني) وهي نخوة عموم البوسلطان والبومنصور منهم .واحد فروعهم المهمة ويكادون لا يفترقون عنهم باي حال من الاحوال.
فان تاريخ البومنصور منذ نشاتهم الاولى وحتى ظهورهم فيما بعد عند حوادثهم في القرن التاسع عشر الميلادي الثالث عشر الهجري , هو تاريخ البوسلطان نفسه وبلا شك , ولا يفترق عنه بشئ , وذلك لشدة الملازمة بينهما منذ البداية وحتى الان .
وكذلك القول بما يحملونه من لقب اضافي الى جانب اسمهم , الا وهو لقب (ذباحة المولى) هذا اللقب الذي رافقهم منذ لحظة وجودهم ولازال يقال به عليهم حتى الان , ولغرض شرح ذلك وتوضيحه على حقيقته كان لابد لنا والحالة هذه من الرجوع الى اصل الرواية التي تقول به وتثبته .
(1)عشائر البو سلطان و فرعهم وتوابعهم الاخرى: (( البو منصور -البو جاسم - الجربوع - البو حيمد - الطريمش – البو علي - البو عيسى - البو مساعد - البو عبد الله - السعيدان - البو فارس - البوطيف - خيكان - البو سمندر - الشريفات - الكصيرات - الجريات - العويسات - الدغيرات – الخشخشية - الطرخان - السياب - السويد - العويدين - البري - الملالي (وهم البو صكر ) النداوات - الجورانية - تميم - و عدة فروع من السادة الحسنية و الحسينية ))
رواية ذباحة المولى
ان هذه الرواية التي وردت في الموروث الشعبي لدى البومنصور خاصة والبوسلطان عامة , انما هي من الروايات الحقيقية التي تثبت صحة القول بان البوسلطان كانوا من سكان اقليم الاحواز في بداية عهدهم فعلا .
ولما كان البومنصور هم اصل البوسلطان وصليبتهم , لذا فان اصل نشاتهم سيكون بالظرورة هو اصل نشاة البوسلطان حتما , وذلك ان اصل نشاة البومنصور كان في الاقليم الشرقي من بلاد العرب في منتصف القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي , وهو اقليم الاحواز العربي (عربستان) وقاعدته مدينة الحويزة وهي عاصمة الاقليم ايام امارة دولة الموالي المشعشعيين الموسوية . والتي نشات هناك عام (844هـ 1440م) وكان اول من اسسها هو المولى محمد المهدي بن فلاح المشعشعي , وكون دولة دامت في ابنائه واحفاده مدة خمسة قرون تقريبا , فكان البومنصور واصلهم البوسلطان من جملة رعاياها في ذلك الوقت .
البومنصور ذباحة المولى داخل البوسلطان
ولما كان البومنصور يقال لهم داخل البوسلطان (ذباحة المولى) نسبة الى ابوهم الامير منصور بن محمد بن الأمير سلطان الابو , الذي جلب لهم هذا اللقب , وصار لهم اسما مرادفا لاسمهم
الذي لحق بهم منذ الأزل , ولازالوا عليه حتى الآن , وهو من تراثهم الشعبي المتواتر عندهم , والمتوارث لديهم , ويقال به عليهم داخل البوسلطان .
والحقيقة ان هذا اللقب (ذباحة المولى ) له قصة او رواية شعبية سوف نتعرف عليها في بحثنا هذا ,ونعرضها على حقيقتها , كي يطلع عليها القارئ الكريم ويعرف معناها ومصدر نشأتها.
ولما كان البومنصور واصلهم البوسلطان من جملة رعايا الدولة المشعشعية هناك كما اسلفنا , اذن لابد لهم من تاريخ او حوادث تعرضوا لها , او هم كانوا من جملة مسببيها , وقد وردت بعض الروايات التاريخية المفصلة في ذلك , سوف نوردها ونعرض لها كما وردت نصا , ونوثق لكل شئ له علاقة باخبار البومنصور واصلهم البوسلطان هناك .
كانت القصة او الرواية المذكورة اعلاه تعتبر تفسيرا للاسم الذي لحق بهم وهو (ذباحة المولى)
اذن لابد لنا من سرد تلك القصة والاطلاع على مجرياتها , ومعرفة صحة ماورد فيها من عدمه . ويجدر بنا ان نورد هذه القصة او الرواية التي تقول بذلك عبر ادق الروايات والمقولات السماعية المتواترة , وذلك كونها تروى سماعا وكان لزاما علينا تدوين ابرز ماهو شائعا او متواترا منها ومايقوله البومنصور انفسهم عنها .ان لقب ذباحة المولى هو من شعارات البومنصور المشهورة , وهي رواية جديرة بالاهتمام والتصديق ايضا وهي قصة متواترة عندهم من السلف الى الخلف كذلك , وقد وردت بطريقين الاول :عبارة عن رواية شعبية متواترة النقل كما اسلفنا بينهم , وهي تعتبر من تراثهم الشعبي المتوارث وقصتها الاتي : ((ان منصور وعلي وطريمش ،وهم ثلاثة أخوة أولاد محمد بن الامير سلطان الآبو ،ولا تذكر القصة بقية أولاد محمد بن سلطان كما لا تذكر أولاد سلطان الآخرين ،حمد أو حميد مثلاً ، ولا أعرف السبب وتضيف انهم كانوا من اتباع الموالي في الحويزة ، سواء كانوا حراساً أم جنداً أم مواطنين ، لا تقول بذلك ولا تحدده وتنقل تلك القصة
على ان المولى حاكم الحويزة عمد الى قتل (طريمش)(1) لسبب غير معروف ولا تقول به الرواية ، وهناك تأويلات كثيرة غير مقنعة آثرنا تركها لعدم دقتها – فصدم أخويه من شدة الحدث ،وخافا على نفسيهما شر العاقبة واتفقا على الهروب ليلاً ، وبعد أن هربا وعند منتصف الطريق تعاذلا الرأي حول سبب هروبهما ، وعدم أخذهما بثأر أخيهما من الموالي ، فاتفقا أخيراً على أن يرجع أحدهما لقتل المولى ثأراً باخيهما ويذهب الثاني بالعيالات إلى الداخل العراقي ،غير مكترث بما تؤول إليه عاقبة أخيه الذي يرجع لقتل المولى ،أي لا يسأل عنه حتى يأتي هو بالخبر اليقين . وهكذا رجع (منصور )(2) وتمكّن من ذبح المولى على فراشه ، إلا انه لم يتمكن من الإفلات منهم بعد أن طاردوه وتمكنوا من إلقاء القبض عليه في منطقة هناك تسمى (البطيحة).وأخذوا يفكرون بطريقة معاقبته والاقتصاص منه وعقدوا مجلساً لذلك الغرض .وذهب (علي ) (3) بالعيالات إلى الداخل العراقي .
تأليف - الاستاذ هادي سعيد فهد المنصوري السلطاني
من هم البومنصور ؟
من اجل التعريف بالبومنصور ولغرض توضيح ماهيتهم او ذكر موجز مفصل حول انتسابهم واصل جلدتهم القبلية وتاريخ نشاتهم الاجتماعية , كان لابد لنا من الاحاطة بشئ من سيرتهم الذاتية , وما رافق مجرى حياتهم من حوادث واخبار توثق لهم وتكشف عن الكثير من احوالهم العامة , وما يقولونه هم حول مسيرتهم التاريخية واعمالهم الذاتية , وما ورثوه عن ابائهم واجدادهم من تراث شعبي وفكري وتاريخي .
وبعد ان قدمنا للبوسلطان وذكرنا اصل نشاتهم زمانا ومكانا واتينا على تاريخ هجرتهم من الحويزة الى الداخل العراقي , وبالذات منطقة الفرات الاوسط , وحددنا تاريخ تلك الرحلة او الهجرة , وكان ذلك عام (1177هـ - 1763م) وثبتنا اسباب تلك الهجرة , ثم ذكرنا التركيب او النسيج العشائري لقبيلة البوسلطان(1) , وكان من جملة ذلك التركيب هي عشيرة البو منصور , التي تعتبر من عشائر البوسلطان الصليبة والمهمة .
فالبومنصور الان من العشائر الشهيرة في الوسط السلطاني والقبلي على حد سواء . نخوتهم الخاصة ( عليه ) ونخوتهم العامة ( فنوني) وهي نخوة عموم البوسلطان والبومنصور منهم .واحد فروعهم المهمة ويكادون لا يفترقون عنهم باي حال من الاحوال.
فان تاريخ البومنصور منذ نشاتهم الاولى وحتى ظهورهم فيما بعد عند حوادثهم في القرن التاسع عشر الميلادي الثالث عشر الهجري , هو تاريخ البوسلطان نفسه وبلا شك , ولا يفترق عنه بشئ , وذلك لشدة الملازمة بينهما منذ البداية وحتى الان .
وكذلك القول بما يحملونه من لقب اضافي الى جانب اسمهم , الا وهو لقب (ذباحة المولى) هذا اللقب الذي رافقهم منذ لحظة وجودهم ولازال يقال به عليهم حتى الان , ولغرض شرح ذلك وتوضيحه على حقيقته كان لابد لنا والحالة هذه من الرجوع الى اصل الرواية التي تقول به وتثبته .
(1)عشائر البو سلطان و فرعهم وتوابعهم الاخرى: (( البو منصور -البو جاسم - الجربوع - البو حيمد - الطريمش – البو علي - البو عيسى - البو مساعد - البو عبد الله - السعيدان - البو فارس - البوطيف - خيكان - البو سمندر - الشريفات - الكصيرات - الجريات - العويسات - الدغيرات – الخشخشية - الطرخان - السياب - السويد - العويدين - البري - الملالي (وهم البو صكر ) النداوات - الجورانية - تميم - و عدة فروع من السادة الحسنية و الحسينية ))
رواية ذباحة المولى
ان هذه الرواية التي وردت في الموروث الشعبي لدى البومنصور خاصة والبوسلطان عامة , انما هي من الروايات الحقيقية التي تثبت صحة القول بان البوسلطان كانوا من سكان اقليم الاحواز في بداية عهدهم فعلا .
ولما كان البومنصور هم اصل البوسلطان وصليبتهم , لذا فان اصل نشاتهم سيكون بالظرورة هو اصل نشاة البوسلطان حتما , وذلك ان اصل نشاة البومنصور كان في الاقليم الشرقي من بلاد العرب في منتصف القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي , وهو اقليم الاحواز العربي (عربستان) وقاعدته مدينة الحويزة وهي عاصمة الاقليم ايام امارة دولة الموالي المشعشعيين الموسوية . والتي نشات هناك عام (844هـ 1440م) وكان اول من اسسها هو المولى محمد المهدي بن فلاح المشعشعي , وكون دولة دامت في ابنائه واحفاده مدة خمسة قرون تقريبا , فكان البومنصور واصلهم البوسلطان من جملة رعاياها في ذلك الوقت .
البومنصور ذباحة المولى داخل البوسلطان
ولما كان البومنصور يقال لهم داخل البوسلطان (ذباحة المولى) نسبة الى ابوهم الامير منصور بن محمد بن الأمير سلطان الابو , الذي جلب لهم هذا اللقب , وصار لهم اسما مرادفا لاسمهم
الذي لحق بهم منذ الأزل , ولازالوا عليه حتى الآن , وهو من تراثهم الشعبي المتواتر عندهم , والمتوارث لديهم , ويقال به عليهم داخل البوسلطان .
والحقيقة ان هذا اللقب (ذباحة المولى ) له قصة او رواية شعبية سوف نتعرف عليها في بحثنا هذا ,ونعرضها على حقيقتها , كي يطلع عليها القارئ الكريم ويعرف معناها ومصدر نشأتها.
ولما كان البومنصور واصلهم البوسلطان من جملة رعايا الدولة المشعشعية هناك كما اسلفنا , اذن لابد لهم من تاريخ او حوادث تعرضوا لها , او هم كانوا من جملة مسببيها , وقد وردت بعض الروايات التاريخية المفصلة في ذلك , سوف نوردها ونعرض لها كما وردت نصا , ونوثق لكل شئ له علاقة باخبار البومنصور واصلهم البوسلطان هناك .
كانت القصة او الرواية المذكورة اعلاه تعتبر تفسيرا للاسم الذي لحق بهم وهو (ذباحة المولى)
اذن لابد لنا من سرد تلك القصة والاطلاع على مجرياتها , ومعرفة صحة ماورد فيها من عدمه . ويجدر بنا ان نورد هذه القصة او الرواية التي تقول بذلك عبر ادق الروايات والمقولات السماعية المتواترة , وذلك كونها تروى سماعا وكان لزاما علينا تدوين ابرز ماهو شائعا او متواترا منها ومايقوله البومنصور انفسهم عنها .ان لقب ذباحة المولى هو من شعارات البومنصور المشهورة , وهي رواية جديرة بالاهتمام والتصديق ايضا وهي قصة متواترة عندهم من السلف الى الخلف كذلك , وقد وردت بطريقين الاول :عبارة عن رواية شعبية متواترة النقل كما اسلفنا بينهم , وهي تعتبر من تراثهم الشعبي المتوارث وقصتها الاتي : ((ان منصور وعلي وطريمش ،وهم ثلاثة أخوة أولاد محمد بن الامير سلطان الآبو ،ولا تذكر القصة بقية أولاد محمد بن سلطان كما لا تذكر أولاد سلطان الآخرين ،حمد أو حميد مثلاً ، ولا أعرف السبب وتضيف انهم كانوا من اتباع الموالي في الحويزة ، سواء كانوا حراساً أم جنداً أم مواطنين ، لا تقول بذلك ولا تحدده وتنقل تلك القصة
على ان المولى حاكم الحويزة عمد الى قتل (طريمش)(1) لسبب غير معروف ولا تقول به الرواية ، وهناك تأويلات كثيرة غير مقنعة آثرنا تركها لعدم دقتها – فصدم أخويه من شدة الحدث ،وخافا على نفسيهما شر العاقبة واتفقا على الهروب ليلاً ، وبعد أن هربا وعند منتصف الطريق تعاذلا الرأي حول سبب هروبهما ، وعدم أخذهما بثأر أخيهما من الموالي ، فاتفقا أخيراً على أن يرجع أحدهما لقتل المولى ثأراً باخيهما ويذهب الثاني بالعيالات إلى الداخل العراقي ،غير مكترث بما تؤول إليه عاقبة أخيه الذي يرجع لقتل المولى ،أي لا يسأل عنه حتى يأتي هو بالخبر اليقين . وهكذا رجع (منصور )(2) وتمكّن من ذبح المولى على فراشه ، إلا انه لم يتمكن من الإفلات منهم بعد أن طاردوه وتمكنوا من إلقاء القبض عليه في منطقة هناك تسمى (البطيحة).وأخذوا يفكرون بطريقة معاقبته والاقتصاص منه وعقدوا مجلساً لذلك الغرض .وذهب (علي ) (3) بالعيالات إلى الداخل العراقي .