صري يخترع آلة تمد البصرة بالكهرباء ببرميل وقود.. ومصباحها الصيني يحبطه!
الكاتب: MB المحرر: NK | MN الأحد 05 حزيران 2011 08:19 GMT
السومرية نيوز/ البصرة
يعتقد مواطن بصري وبإصرار يبعث على الدهشة أنه تمكن أخيرا من تحقيق ما عجز عنه جميع عباقرة العلم وأحدث المختبرات العلمية، ويؤكد بثقة للجميع أنه تمكن من اختراع "آلة سحرية خارقة قادرة على جعل باخرة عملاقة تبحر حول العالم بعشرة لترات من الوقود فقط"، بحسب تعبيره.
وبالرغم من نظرات وعبارات الشك والسخرية التي عبر عنها العديد من المدعوين من أصدقائه وبعض المسؤولين لمشاهدة اختراعه، لم تهتز ثقة محمد حرب بقدرة آلته الخارقة هذه، لأن همه منذ نحو سنتين كان منصبا على جعل الحياة أكثر سهولة ويسراً "وقهر أزمة الكهرباء المزمنة والمستفحلة، والحد من تلوث الكرة الأرضية".
وبين وقوف حرب على عتبات العبقرية ودخول التاريخ من أوسع أبوابه من جهة، أو الوقوف على عتبة مختلفة تماما إلا أنها لا تبتعد كثيرا عن الأولى وهي عتبة الجنون من جهة أخرى، يصر المخترع البصري على الاحتفال بمنجزه هذا، على غرار ما يجري في تدشين البواخر، على اعتبار أنه من مدينة بحرية، في ورشة لتصليح محركات السفن والزوارق البحرية، وسط مدينة البصرة، والكشف عن ثمرة جهده التي تفرغ له لمدة سنتين حفلتا بعشرات التجارب والاختبارات.
ولم يتحمل حرب انتظار وصول كافة المدعوين لرؤية اختراعه فسارع إلى إزاحة قطعة قماش عن آلة معدنية فاجأ الجميع بقوله إنها "قادرة في حال تطويرها على جعل باخرة عملاقة تبحر حول العالم بعشرة ليترات فقط من الوقود"، ولما علم الحضور بالقدرة السحرية للآلة التي يخلو شكلها من التعقيد ارتسمت على وجوه غالبيتهم علامات التعجب والاستغراب، وأحدهم غطى وجهه بكفيه وراح يضحك وهو ينظر من خلف أصابعه إلى الآلة التي كانت تحيط بها محركات بحرية ضخمة.
جاذبية الأرض وضغط الهواء بدل الوقود
ويقول مصنع الآلة الذي يعمل رئيس كيمياويين أقدم في جامعة البصرة، بعد أن درس الكيمياء في جامعة بغداد خلال سبعينيات القرن الماضي إن "الآلة بإمكانها في حال تطويرها وتكبير حجمها تغطية حاجة مدينة البصرة بالكامل من الطاقة الكهربائية بأقل من برميل واحد من الوقود".
ويوضح حرب في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الآلة تحتاج إلى الوقود فقط عند تشغيلها، ثم تستمر بالعمل عبر تحويل جاذبية الأرض إلى طاقة حركية مع الاستفادة من ضغط الهواء".
ويلفت إلى أن "الآلة تختلف عن كل المحركات الأخرى لأنها تولد الطاقة من خلال توظيف جاذبية الأرض، في حين أن بقية المحركات تقاوم تلك الجاذبية".
ويبين المخترع البصري أن "الآلة تتكون من ركيزة معدنية، وأنبوب من الفولاذ يستند على حلقتين من الكريات المعدنية، وعند منتصف الأنبوب يوجد طوق دائري يحتوي على فتحتين لإطلاق الهواء باتجاهين متعاكسين، كما يتصل الأنبوب عند طرفه الأول بفتحة تسمح بمرور الهواء المضغوط، فيما يتضمن طرفه الآخر جهازاً يتولى تحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية"، ويواصل أن "جزءاً من الطاقة المنتجة يذهب إلى ضاغط الهواء المنفصل عن الآلة لإمداده بالكهرباء، فيما يمكن الاستفادة من الطاقة الإضافية في مجالات أخرى".
(مخراق1) تقلل الاحتباس الحراري
ويؤكد محمد حرب أنه لم يواجه صعوبة في تسمية آلته العجيبة، ويقول إن الآلة "أسميتها (مخراق1) على اسم القرية الصغيرة التي ولدت فيها عام 1954، وتقع ضمن قضاء الفاو".
ويلفت مصنع الآلة إلى أن سلسلة التجارب والاختبارات التي أجراها "استغرقت نحو عامين"، ويتابع "قمت خلالها بتصنيع أكثر من نموذج مصغر من الآلة، لكن الفكرة الأساسية قدحت في ذهني فجأة في ظرف ثانية واحدة".
ويبين محمد حرب أن "الفكرة مستوحاة بالأصل من ديناميكية الدراجة الهوائية"، ويلفت الى أن جهوده "سوف تنصب في الأيام القادمة إن توفر الدعم على تصنيع (مخراق2)، وهو نموذج كبير الحجم، وأكثر تطوراً من سابقه، ويستطيع توليد الطاقة من دون الحاجة إلى استخدام مولدة كهربائية لضغط الهواء".
ويعرب حرب عن امله ان يساهم تعميم استخدام مخراقه على تقليل التلوث البيئي، وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تقلق العالم، ويعلق بالقول "مياه البحار والمحيطات سوف تكون أنظف إن اعتمدت الشركات المصنعة للبواخر على محرك (مخراق1) بدلا من المحركات التقليدية التي تستهلك كميات هائلة من الوقود، وتُحدث ضجة لدى تشغيلها، فضلاُ عن كبر حجمها وثقل وزنها".
مابين اهتمام بلجيكي وخيبة أمل محلية
وفيما ترصد الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية في الدول المتقدمة مئات ملايين الدولارات لإنتاج بحوث وإجراء تجارب متعلقة بالطاقة بالبديلة، لا يخفي حرب خيبة أمله جراء من عدم التفات الباحثين في جامعة البصرة إلى آلته التي بلغت كلفة تصنيعها نحو 250 ألف دينار.
ويوضح حرب وعلامات عدم الرضا بادية على وجهه أن "أحداً منهم لم يرغب بمشاهدتها أو حتى الاستفسار عن كيفية عملها"، إلا انه ويكشف في الوقت نفسه أن "الأكاديمية البلجيكية الملكية للعلوم وحدها التي أبدت اهتماماً وتعهدت بالتعاون معي بعد أن بينت لها كيفية عمل الآلة وإمكانيات الاستفادة منها".
ويشدد حرب الذي يمتلك موهبة استثنائية في إقناع الآخرين بجدواها، على انه لا يطمح من خلال جهوده الى "تحقيق شهرة أو اكتساب ثروة مالية"، ويرى أن "خدمة البشرية وتخليص العراقيين من أزمة الكهرباء هو ما أسعى الى تحقيقه، علاوة على إعلاء اسم قريتي (المخراق)، والتي لن يكتشف أحد اسمها حتى لو بحث عنها في الخرائط المحلية".
ويؤكد المخترع البصري بفخر أن الآلة سوف تستخدم خلال العام الحالي بشكل تجريبي في تحريك باخرة متوسطة الحجم "تمتلكها شركة أهلية"، يوضح بألم "لأن الشركة العامة للموانئ رفضت التعاون معي مثلما فعلت من قبلها وزارة الكهرباء ومؤسسات حكومية أخرى".
مهندسان:ربما تنفع الآلة كوسيلة إيضاح مدرسية
وبالنسبة للعاملين في الهندسة الكهربائية فإن (مخراق 1) آلة حاول مخترعها تصنيعها بعيدا عن الثوابت العلمية إذ يؤكدون ان ما توصل إليه كان مجرد هدرا للوقت والجهد والمال.
ويتوصل مقرر لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب النائب عدي عواد كاظم، وكان أحد المسؤولين الذين حضروا لمشاهدة الآلة، وبعد نقاش بينه وبين صاحبها استغرق أكثر من نصف ساعة، الى قناعة غير سارة بالنسبة إلى حرب، ويقول إن "صاحب الآلة يحاول أن يخالف قاعدة علمية راسخة هي ان الطاقة الحركية تساوي الطاقة الكهربائية".
ويوضح كاظم الذي يحمل شهادة البكلوريوس في هندسة الكهرباء في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الآلة لا يمكنها إنتاج طاقة كهربائية أكبر من الطاقة التي تتطلبها عملية تشغيل ضاغط الهواء الذي يحركها"، ويؤكد أن "الطاقة لا تفنى ولا تستحدث لكن يمكن تحويلها من صيغة إلى أخرى، وهذا ما تقوم به الآلة التي تفحصتها بدقة".
بدوره يقول المهندس في مجال الطاقة الكهربائية علي حسين محمد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "محاولة حرب لا تستند إلى ثوابت علمية"، ويضيف "كان من الأجدر به عدم اهدار وقته وماله على تجربة فاشلة".
ويرى محمد ان "الآلة يمكن ان تحقق الفائدة للمجتمع فقط في حال التبرع بها لاحدى المدارس الابتدائية أو الثانوية"، وينصح بان توظف "كوسيلة إيضاح تبين للطلبة كيف أن الكهرباء يمكن أن تنتج بالاعتماد على الطاقة الحركية التي يولدها الهواء المضغوط".
مواطن:أرى أنه أحد ضحايا أزمة الكهرباء
وبينما يواصل حرب الليل بالنهار لتحقيق ما تبقى من مشروعه الحلم، يرى مواطنون في مدينة البصرة انه ابتعد كثيراً عن حدود المنطق، وأنه بات احد ضحايا ازمة الكهرباء التي تعصف بالبلاد منذ سنين.
ويقول المعلم المتقاعد عقيل عبد الرزاق في حديث لـ"السومرية نيوز" "لو كان واقع الكهرباء أفضل مما هو عليه لما اندفع صاحب الآلة باتجاه الخوض في تجربة فاشلة تقمص خلالها شخصية المخترع العبقري".
ويعتقد عبد الرزاق جازما بأن "الحديث عن اختراع آلة بدائية تنتج كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية هو تصرف يخالف المنطق وينطوي على قدر من الجنون".
ويشخص المعلم البصري الحالة التي يعيشها المخترع محمد حرب بانها من نتاج الواقع الذي تمر به البلاد، ويوضح بالقول "مصنع الآلة هو ليس أكثر من أحد ضحايا أزمة الكهرباء التي لم تتمكن الحكومة العراقية من معالجتها حتى الآن".
ويبدو حرب انه كان جاهزا للرد على جميع تلك الاتهامات ويبرر بأن "الكثير من العلماء الذين خدموا الإنسانية باكتشافاتهم العلمية اتهموا أيضاً بالجنون قبل اتضاح منجزاتهم، وحتى مخترع المصباح الكهربائي توماس أديسون لم يسلم من تلك التهمة في بداية مشواره"..
وفجأة! يقطع حرب تبريراته ويتوجه باعتزاز نحو آلته ليشغلها بدافع تأكيد كفاءتها، وما إن دار محورها حتى أضاء بشكل متقطع وباهت مصباح كهربائي صغير كان مثبتاً عليها، سرعان ما انطفأ على الرغم من استمرار الآلة بالعمل.. فشل آخر سارع المخترع البصري إلى تبرريه بصوت مرتفع وبالعامية "هذا الكلوب (المصباح) صيني.. وانا ما مسؤول عنه!".
الكاتب: MB المحرر: NK | MN الأحد 05 حزيران 2011 08:19 GMT
السومرية نيوز/ البصرة
يعتقد مواطن بصري وبإصرار يبعث على الدهشة أنه تمكن أخيرا من تحقيق ما عجز عنه جميع عباقرة العلم وأحدث المختبرات العلمية، ويؤكد بثقة للجميع أنه تمكن من اختراع "آلة سحرية خارقة قادرة على جعل باخرة عملاقة تبحر حول العالم بعشرة لترات من الوقود فقط"، بحسب تعبيره.
وبالرغم من نظرات وعبارات الشك والسخرية التي عبر عنها العديد من المدعوين من أصدقائه وبعض المسؤولين لمشاهدة اختراعه، لم تهتز ثقة محمد حرب بقدرة آلته الخارقة هذه، لأن همه منذ نحو سنتين كان منصبا على جعل الحياة أكثر سهولة ويسراً "وقهر أزمة الكهرباء المزمنة والمستفحلة، والحد من تلوث الكرة الأرضية".
وبين وقوف حرب على عتبات العبقرية ودخول التاريخ من أوسع أبوابه من جهة، أو الوقوف على عتبة مختلفة تماما إلا أنها لا تبتعد كثيرا عن الأولى وهي عتبة الجنون من جهة أخرى، يصر المخترع البصري على الاحتفال بمنجزه هذا، على غرار ما يجري في تدشين البواخر، على اعتبار أنه من مدينة بحرية، في ورشة لتصليح محركات السفن والزوارق البحرية، وسط مدينة البصرة، والكشف عن ثمرة جهده التي تفرغ له لمدة سنتين حفلتا بعشرات التجارب والاختبارات.
ولم يتحمل حرب انتظار وصول كافة المدعوين لرؤية اختراعه فسارع إلى إزاحة قطعة قماش عن آلة معدنية فاجأ الجميع بقوله إنها "قادرة في حال تطويرها على جعل باخرة عملاقة تبحر حول العالم بعشرة ليترات فقط من الوقود"، ولما علم الحضور بالقدرة السحرية للآلة التي يخلو شكلها من التعقيد ارتسمت على وجوه غالبيتهم علامات التعجب والاستغراب، وأحدهم غطى وجهه بكفيه وراح يضحك وهو ينظر من خلف أصابعه إلى الآلة التي كانت تحيط بها محركات بحرية ضخمة.
جاذبية الأرض وضغط الهواء بدل الوقود
ويقول مصنع الآلة الذي يعمل رئيس كيمياويين أقدم في جامعة البصرة، بعد أن درس الكيمياء في جامعة بغداد خلال سبعينيات القرن الماضي إن "الآلة بإمكانها في حال تطويرها وتكبير حجمها تغطية حاجة مدينة البصرة بالكامل من الطاقة الكهربائية بأقل من برميل واحد من الوقود".
ويوضح حرب في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الآلة تحتاج إلى الوقود فقط عند تشغيلها، ثم تستمر بالعمل عبر تحويل جاذبية الأرض إلى طاقة حركية مع الاستفادة من ضغط الهواء".
ويلفت إلى أن "الآلة تختلف عن كل المحركات الأخرى لأنها تولد الطاقة من خلال توظيف جاذبية الأرض، في حين أن بقية المحركات تقاوم تلك الجاذبية".
ويبين المخترع البصري أن "الآلة تتكون من ركيزة معدنية، وأنبوب من الفولاذ يستند على حلقتين من الكريات المعدنية، وعند منتصف الأنبوب يوجد طوق دائري يحتوي على فتحتين لإطلاق الهواء باتجاهين متعاكسين، كما يتصل الأنبوب عند طرفه الأول بفتحة تسمح بمرور الهواء المضغوط، فيما يتضمن طرفه الآخر جهازاً يتولى تحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية"، ويواصل أن "جزءاً من الطاقة المنتجة يذهب إلى ضاغط الهواء المنفصل عن الآلة لإمداده بالكهرباء، فيما يمكن الاستفادة من الطاقة الإضافية في مجالات أخرى".
(مخراق1) تقلل الاحتباس الحراري
ويؤكد محمد حرب أنه لم يواجه صعوبة في تسمية آلته العجيبة، ويقول إن الآلة "أسميتها (مخراق1) على اسم القرية الصغيرة التي ولدت فيها عام 1954، وتقع ضمن قضاء الفاو".
ويلفت مصنع الآلة إلى أن سلسلة التجارب والاختبارات التي أجراها "استغرقت نحو عامين"، ويتابع "قمت خلالها بتصنيع أكثر من نموذج مصغر من الآلة، لكن الفكرة الأساسية قدحت في ذهني فجأة في ظرف ثانية واحدة".
ويبين محمد حرب أن "الفكرة مستوحاة بالأصل من ديناميكية الدراجة الهوائية"، ويلفت الى أن جهوده "سوف تنصب في الأيام القادمة إن توفر الدعم على تصنيع (مخراق2)، وهو نموذج كبير الحجم، وأكثر تطوراً من سابقه، ويستطيع توليد الطاقة من دون الحاجة إلى استخدام مولدة كهربائية لضغط الهواء".
ويعرب حرب عن امله ان يساهم تعميم استخدام مخراقه على تقليل التلوث البيئي، وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تقلق العالم، ويعلق بالقول "مياه البحار والمحيطات سوف تكون أنظف إن اعتمدت الشركات المصنعة للبواخر على محرك (مخراق1) بدلا من المحركات التقليدية التي تستهلك كميات هائلة من الوقود، وتُحدث ضجة لدى تشغيلها، فضلاُ عن كبر حجمها وثقل وزنها".
مابين اهتمام بلجيكي وخيبة أمل محلية
وفيما ترصد الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية في الدول المتقدمة مئات ملايين الدولارات لإنتاج بحوث وإجراء تجارب متعلقة بالطاقة بالبديلة، لا يخفي حرب خيبة أمله جراء من عدم التفات الباحثين في جامعة البصرة إلى آلته التي بلغت كلفة تصنيعها نحو 250 ألف دينار.
ويوضح حرب وعلامات عدم الرضا بادية على وجهه أن "أحداً منهم لم يرغب بمشاهدتها أو حتى الاستفسار عن كيفية عملها"، إلا انه ويكشف في الوقت نفسه أن "الأكاديمية البلجيكية الملكية للعلوم وحدها التي أبدت اهتماماً وتعهدت بالتعاون معي بعد أن بينت لها كيفية عمل الآلة وإمكانيات الاستفادة منها".
ويشدد حرب الذي يمتلك موهبة استثنائية في إقناع الآخرين بجدواها، على انه لا يطمح من خلال جهوده الى "تحقيق شهرة أو اكتساب ثروة مالية"، ويرى أن "خدمة البشرية وتخليص العراقيين من أزمة الكهرباء هو ما أسعى الى تحقيقه، علاوة على إعلاء اسم قريتي (المخراق)، والتي لن يكتشف أحد اسمها حتى لو بحث عنها في الخرائط المحلية".
ويؤكد المخترع البصري بفخر أن الآلة سوف تستخدم خلال العام الحالي بشكل تجريبي في تحريك باخرة متوسطة الحجم "تمتلكها شركة أهلية"، يوضح بألم "لأن الشركة العامة للموانئ رفضت التعاون معي مثلما فعلت من قبلها وزارة الكهرباء ومؤسسات حكومية أخرى".
مهندسان:ربما تنفع الآلة كوسيلة إيضاح مدرسية
وبالنسبة للعاملين في الهندسة الكهربائية فإن (مخراق 1) آلة حاول مخترعها تصنيعها بعيدا عن الثوابت العلمية إذ يؤكدون ان ما توصل إليه كان مجرد هدرا للوقت والجهد والمال.
ويتوصل مقرر لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب النائب عدي عواد كاظم، وكان أحد المسؤولين الذين حضروا لمشاهدة الآلة، وبعد نقاش بينه وبين صاحبها استغرق أكثر من نصف ساعة، الى قناعة غير سارة بالنسبة إلى حرب، ويقول إن "صاحب الآلة يحاول أن يخالف قاعدة علمية راسخة هي ان الطاقة الحركية تساوي الطاقة الكهربائية".
ويوضح كاظم الذي يحمل شهادة البكلوريوس في هندسة الكهرباء في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الآلة لا يمكنها إنتاج طاقة كهربائية أكبر من الطاقة التي تتطلبها عملية تشغيل ضاغط الهواء الذي يحركها"، ويؤكد أن "الطاقة لا تفنى ولا تستحدث لكن يمكن تحويلها من صيغة إلى أخرى، وهذا ما تقوم به الآلة التي تفحصتها بدقة".
بدوره يقول المهندس في مجال الطاقة الكهربائية علي حسين محمد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "محاولة حرب لا تستند إلى ثوابت علمية"، ويضيف "كان من الأجدر به عدم اهدار وقته وماله على تجربة فاشلة".
ويرى محمد ان "الآلة يمكن ان تحقق الفائدة للمجتمع فقط في حال التبرع بها لاحدى المدارس الابتدائية أو الثانوية"، وينصح بان توظف "كوسيلة إيضاح تبين للطلبة كيف أن الكهرباء يمكن أن تنتج بالاعتماد على الطاقة الحركية التي يولدها الهواء المضغوط".
مواطن:أرى أنه أحد ضحايا أزمة الكهرباء
وبينما يواصل حرب الليل بالنهار لتحقيق ما تبقى من مشروعه الحلم، يرى مواطنون في مدينة البصرة انه ابتعد كثيراً عن حدود المنطق، وأنه بات احد ضحايا ازمة الكهرباء التي تعصف بالبلاد منذ سنين.
ويقول المعلم المتقاعد عقيل عبد الرزاق في حديث لـ"السومرية نيوز" "لو كان واقع الكهرباء أفضل مما هو عليه لما اندفع صاحب الآلة باتجاه الخوض في تجربة فاشلة تقمص خلالها شخصية المخترع العبقري".
ويعتقد عبد الرزاق جازما بأن "الحديث عن اختراع آلة بدائية تنتج كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية هو تصرف يخالف المنطق وينطوي على قدر من الجنون".
ويشخص المعلم البصري الحالة التي يعيشها المخترع محمد حرب بانها من نتاج الواقع الذي تمر به البلاد، ويوضح بالقول "مصنع الآلة هو ليس أكثر من أحد ضحايا أزمة الكهرباء التي لم تتمكن الحكومة العراقية من معالجتها حتى الآن".
ويبدو حرب انه كان جاهزا للرد على جميع تلك الاتهامات ويبرر بأن "الكثير من العلماء الذين خدموا الإنسانية باكتشافاتهم العلمية اتهموا أيضاً بالجنون قبل اتضاح منجزاتهم، وحتى مخترع المصباح الكهربائي توماس أديسون لم يسلم من تلك التهمة في بداية مشواره"..
وفجأة! يقطع حرب تبريراته ويتوجه باعتزاز نحو آلته ليشغلها بدافع تأكيد كفاءتها، وما إن دار محورها حتى أضاء بشكل متقطع وباهت مصباح كهربائي صغير كان مثبتاً عليها، سرعان ما انطفأ على الرغم من استمرار الآلة بالعمل.. فشل آخر سارع المخترع البصري إلى تبرريه بصوت مرتفع وبالعامية "هذا الكلوب (المصباح) صيني.. وانا ما مسؤول عنه!".