يكشف الكتاب المقدس أن بابا روما القادم والأخير سيكون شيطانًا من الشياطين منتحلاً شخصية يوحنا بولس 2
فهرس المقال
1 يكشف الكتاب المقدس أن بابا روما القادم والأخير سيكون شيطانًا من الشياطين منتحلاً شخصية يوحنا بولس 2
2 الملك الثامن
3 فترة الوحش الأخير
4 ماذا عساني أفعل؟
كل الصفحات
قادنا يهوه، مِن خلال دراسة رؤيا 17، إلى حدث مُذهل يؤيِّد ويدعم حقيقة أننا نقترب من نهاية كل شيء بأسرع مما يتصوَّر أي شخص. وقد حثــَّنا إلهنا المُحب على مشاركة هذه النبوة مع الآخرين حتى لا يؤخذ أحد في أشراك الأحداث الشاملة التي ستكتنف العالم قريباً في أعظم خدعة يبتكرها الشيطان.
ويتجرأ موقع إنذار هذا على شبكة المعلوماتية على أن يُعلن هذا التفسير للعالم أجمع لأننا نتقيَّد ونلتزم فقط بالتفسير الكتابي الدقيق والموثوق. وهذا يعني أننا نفسِّر نبوات الكتاب المقدس باستخدام الكتاب ذاته، أي أننا نجعل الكتاب يُفسرِّ نفسه بنفسه. وبهذا الإجراء، نتأكــَّد مِن صحَّة الرؤيا.
وإذ ندرك بكل وضوح أننا نعيش في العصر الذي يسبق مُباشرة المجيء الثاني لسيدنا يهوشوه المسيح في سحب السماء، نلتمس مِن الآب السماوي أن يلهم قلبك بمدى قصر الوقت المتبقي الذي يتقرَّر بعده مصير كل إنسان. وليت روحه القدوس يمنحك الفطنة والبصيرة والحكمة اللازمة إذ تبدأ في هذه الدراسة الجدية. آمين.
رؤيا 17
1. أي جزء من الكتاب المقدس قادكم إلى هذه النتيجة؟
"ثم جاء واحد من السبعة الملائكة... وتكلم معي قائلاً، هلمَّ فأريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة 2 التي زنى معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من خمر زناها. 3 فمضى بي بالروح إلى برية: فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي، مملوء أسماء تجديف، له سبعة رؤوس وعشرة قرون. 4 والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز، ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلوء، ومعها كأس من ذهب في يدها مملوَّة رجاسات ونجاسات زناها 5 وعلى جبينها اسم مكتوب سر، بابل العظيمة، أم الزواني ورجاسات الأرض. 6 ورأيت المرأة سكرى مِن دم القديسين ومن دم شهداء يهوشوه. فتعجبت لما رأيتها تعجباً عظيما. 7 ثم قال لي الملاك، لماذا تعجَّبتَ؟ أنا أقول لك سر المرأة والوحش الحامل لها، الذي له السبعة الرؤوس والعشرة القرون 8 الوحش الذي رأيت كان، وليس الآن، وهو عتيد أن يصعد من الهاوية، ويمضي إلى الهلاك. وسيتعجب الساكنون على الأرض، الذين ليست أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة منذ تأسيس العالم، حينما يرون الوحش أنه كان وليس الآن، مع أنه كائن. 9 هنا الذهن الذي له حكمة. السبعة الرؤوس هي سبعة جبال عليها المرأة جالسة. 10 وسبعة ملوك خمسة سقطوا، وواحد موجود والآخر لم يأت بعد، ومتى أتى ينبغي أن يبقى قليلاً. 11 والوحش الذي كان، وليس الآن، فهو ثامن، وهو مِن السبعة ويمضي إلى الهلاك. 12 والعشرة القرون التي رأيت هي عشرة ملوك، لم يأخذوا ملكاً بعد، لكنهم يأخذون سلطانهم كملوك ساعة واحدة مع الوحش. 13 هؤلاء لهم رأي واحد، ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم. 14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه سيّد الأسياد وملك الملوك والذين معه مدعوون ومُختارون ومؤمنون. 15 ثم قال لي المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة، هي شعوب وجموع وأمم وألسنة 16 وأما العشرة القرون التي رأيت على الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار 17 لأن يهوه وضع في قلوبهم أن يصنعوا رأيه. وأن يصنعوا رأياً واحداً ويعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل أقوال يهوه 18 والمرأة التي رأيت هي المدينة العظيمة التي لها ملك على ملوك الأرض" (رؤيا 17: 1-18).
2. هل لك أن تـُقدِّم تفسيراً موجزاً لهذا كله؟
باختصار، كشفت ليوحنا الدينونة الأخيرة للزانية العظيمة، نتيجة لمسلك أفعالها وهذه الزانية العظيمة يُشار إليها على أنها بابل العظيمة. وظهرت ليوحنا وهي في البرية (عد3). وهذا مشهد مهم كما سنرى لاحقاً.
ووصف الزانية يتوازى مع الوحش المذكور في رؤيا 13 فهذا أيضاً له سبعة رؤوس وعشرة قرون (عد7). مما يدل على أن الرمزين يمثلان الشخصية أو المنظمة ذاتها، وهي النظام البابوي الكاثوليكي. وفضلاً عن ذلك، وُصِفت الزانية على أنها جالسة على سبعة جبال (عد9). وكثيراً ما عُرفت روما منذ قديم الزمان وحتى وقتنا هذا على أنها المدينة ذات التلال السبعة.
وفي حين دُمِجت وحدة الكنيسة والدولة في رمز واحد في رؤيا 13، فقد صوَّرهما يهوه في رؤيا 17 بشكل منفصل. والمرأة ترمز دائماً إلى كنيسة في الكتاب المقدس، وفي هذه الحالة فإن الزانية تشير إلى كنيسة دنسة. والوحش يُشير دائماً إلى مملكة أو أمة تضطهد شعب يهوه. فأمامنا هنا امرأة دنسة تجلس على (تسيطر) وحش قرمزي (دموي). وهذا، مرة أخرى، يعزز ويدعم حقيقة كون النظام الكاثوليكي هو النظام الوحيد الذي يعمل ككنيسة وكمملكة أرضية في آن واحد. وقد وُصِفـَت هذه الزانية على أنها عظيمة الغنى ومتكبرة. والأهم من هذا وذاك، أنها فاسدة جداً (العددان 4، 5). وهي حتماً تمثل أداة الشيطان الفائقة الأخيرة للخداع.
والآيات التالية تعتبر آيات أساسية: (( وسبعة ملوك: خمسة سقطوا، وواحد موجود، والآخر لم يأتِ بعد، ومتى أتى ينبغي أن يبقى قليلاً. والوحش الذي كان وليس الآن فهو ثامن وهو من السبعة، ويمضي إلى الهلاك )). رؤيا 17 : 10، 11 . وقد توسع يهوه في الحديث عن السبعة الرؤوس التي للوحش وعرَّفها على أنها سبعة ملوك. ومن المهم الإشارة إلى أن أحداث النبوة التي رآها يوحنا هنا كانت تتم خلال حكم الملك السادس. وهذا الملك كان سيعقبه الملك السابع، الذي يحكم لفترة قصيرة. ولكن الملك الثامن سيكون واحداً من الملوك السبعة السابقين، وأنه عندما يظهر من الهاوية (عد فلن يكون مجرد ملك (قوة حاكمة)، بل وحشاً (قوة مضطهدة)، ثم يمضي أخيراً إلى الهلاك.
عندما يظهر واحد من الملوك السبعة من الهاوية بوصفه الملك الثامن، ولكن على هيئة وحش، فإنّ ملوك الأرض العشرة (عد12) [عشرة رقم كوني شامل ويدل على أن هذا يتضمن كافة حكام الأرض؛ مثلما هو الحال بالنسبة لمثل العذارى العشرة]، ستصيبهم الهيبة والرهبة بشكل كبير بسبب الوحش، ويُخضعون قوتهم طواعية للوحش لفترة قصيرة (العددان 12، 13). وكل من الوحش والملوك العشرة سيحكمون ويحاربون المسيح في شخص أتباعه لفترة قصيرة؛ ولكنهم لن يتغلبوا عليهم (عد14).
قبل نهاية كل شيء بقليل، يكتشف الملوك العشرة أنّهم قد وقعوا في الشرك وخُدِعوا بواسطة الوحش (الملك الثامن الصاعد من الهاوية) فيصبّون جام انتقامهم على نظام الوحش، ويدمرونه (عد16) ؛لأنّهم في هذه المرة، وإن يكن متأخراً، سينفذون إرادة يهوه (عد17).
مشهد البرية
3. اُخِذ يـوحنــا إلى البريــة حيث رأى الزانيـة العظيمـة تجلـس على وحــش (رؤيا 17 : 3)
هذه نقطة مهمة لأنّه ليس بمحض الصدفة أن تكون (( الزانية العظيمة التي تجلس على وحش قرمزي )) قد شوهِدت في البرية. ففي رؤيا 17 يُظهر يهوه الفترة الزمنية التي شوهِدت فيها كنيسة الروم الكاثوليك. ولكي نفهم ماذا سيحدث للعالم عندما تخرج مِن اختبار البرية هذا، علينا أن نستوعب أولاً كيف دخلت كنيسة الروم الكاثوليك إلى هذا الاختبار.
4. ماذا تعني البرية في نبوات الكتاب المقدس؟
ولنا مثل آخر في سفر الرؤيا عن كنيسة ذهبت إلى البرية. كانت تلك هي كنيسة يهوه الحقيقية خلال العصور الوسطى، عندما تعرَّضت الكنسية للاضطهاد البابوي: (( والمرأة (الكنيسة) هربت إلى البرية، حيث لها موضِع مُعَد مِن يهوه، لكي يعولها هناك ألفاً ومئتين وستين يوماً )) (رؤيا 12 : 6). نعلم أنَّ هذه الكنيسة كانت طاهرة، لأنَّ يهوه هو الذي قادها إلى البرية، بعيداً عن الاضطهاد البابوي الذي اشتعل لمدَّة 1260 سنة، مِن 538- 1798م. كان التنين (الشيطان) يُحارب الكنيسة خلال تلك الفترة، مُستخدماً في ذلك، أداته الأرضية، كنيسة الروم الكاثوليك: (( فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم، لكي تطير إلى البرية، إلى موضِعها، حيث تـُعال زماناً وزمانين ونصف زمان مِن وجه الحية )) (رؤيا 12 : 14). البرية، إذاً، في نبوة الكتاب، هي استعارة مجازية تــُصوِّر الأحوال والظروف القاسية التي تـُواجه الكنيسة في فترة مُعيَّنة مِن التاريخ.
5. متى خرجَت كنيسة يهوه الحقيقية مِن اختبار البرية هذا؟
الجواب المنطقي لهذا السؤال هو: عندما انتهى الاضطهاد البابوي. وقد انتهى الاضطهاد بشكل رسمي سنة 1798م، عندما أرسل نابليون بونابرت الجنرال برتيه إلى روما، وأسر البابا بيوس السادس ونفاه في فلينس بفرنسا. وفي الوقت ذاته أعلن برتيه نهاية السيطرة الزمنية على معظم أوربا التي استمتعت بها الكنيسة الكاثوليكية حتى ذلك الوقت. ووضع ذلك نهاية مفاجئة ومذلــّة لحكم طويل من فرض القوة استمر 1260 سنة. وبعد ذلك بقليل، انتشرت جمعيات الكتاب المقدس عبر العالم أجمع دون أن يعيق عملها أي عائق ودون أن يواجهوا أي تهديد أو موانع بابوية. وهكذا فإن سنة 1798م تحدد التاريخ الذي خرجت فيه الكنيسة من اختبار البرية هذا. والآن أصبحت كنيسة حرة لتركز طاقاتها على ترجمة ونشر الكتاب المقدس في أكبر عدد ممكن من اللغات، ولتدير نشاطات كرازية في شتى أنحاء العالم.
6. هل دخلت الكنيسة الكاثوليكية عندئذ في اختبار البرية في الوقت الذي خرجت فيه كنيسة يهوه الحقيقية منه؟
ذلك ما حدث تماماً. ففي سنة 1798م، لم تفقد فقط الكنيسة الكاثوليكية قوتها الزمنية على معظم ملوك وحكام وأمراء أوربا، بل ولم تعد حرة للاستمرار في التمتع بامتيازاتها الإكليريكية مثل اختيار البابا الذي يخلف بيوس السادس. وقد احتاج ممثلوها الآن الحصول على الإذن من نابليون بونابرت قبل تعيينهم للبابا بيوس السابع سنة 1800م ليخلف البابا الذي مات في المنفى قبل ذلك بسنة.
وفضلاً عن ذلك، فإن اختبار البرية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية كان له التأثير الأكبر عليها من جهة غير متوقعة على الإطلاق من فنائها الخلفي أي من إيطاليا ذاتها. هنا تكمن الخلفية لوقائع الحياة القاسية والجافة التي واجهت الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا في القرن التاسع عشر.
فبعد الهزيمة الثانية والأخيرة لنابليون سنة 1815م، وجد الإيطاليون أنَّ شبه جزيرتهم قد قسِّمت إلى دويلات أو ولايات وإمارات بابوية. وقد اعتاد القائد النمساوي القوي، في ذلك الوقت، ويُدعى ميتيرنخ، أن يُشير إلى إيطاليا على أنها مُجرَّد "تعبير جغرافي"، وهو قول يعكس الافتقار إلى الدولة الموحدة. وهذه الحالة الغريبة أفسحت المجال لظهور محاولات قومية لتوحيد إيطاليا في دولة واحدة، ولكن هذه المحاولات واجهت الكثير من الشك والريبة والمُقاومة من قبل الكنيسة الكاثوليكية. وبمرور الوقت تزايد الاقتناع في عقول أولئك القادة القوميين بأن الكنيسة الكاثوليكية كانت بالحقيقة عقبة خطيرة أمام تحقيقهم لطموحاتهم وتطلعاتهم الوطنية.
ولكنّ التوجه صوب توحيد إيطاليا وتكوين أمة متّحدة جاز في مَعْلــَم أو حدث تاريخي هام، عندما اغتـُصبت الولايات والإمارات البابوية بالقوة سنة 1860م. ومع ذلك بقيت عقبة واحدة أساسية أمام تكوين دولة إيطالية واحدة. فقد أراد الإيطاليون أن تكون روما هي عاصمة دولتهم الموحدة. والمعروف أنّ روما كانت هي مقر أو كرسي الكنيسة الكاثوليكية وآخر ما بقي للكنيسة من ممتلكات. وقد تحقق هذا الحلم الإيطالي عندما احتلت القوات الإيطالية روما في 20 أيلول (سبتمبر) 1870، أثناء حكم البابا بيوس التاسع. ثم اُعلنت مملكة إيطاليا بعد ذلك بقليل.
تفهَّم البابا خطورة الأمر فرفض الاعتراف بالمملكة الجديدة وقام بنفي نفسه طواعية احتجاجاً على هذا الإعلان. هذه الحالة التي لم يسبق لها مثيل عُرفت تاريخياً فيما بعد بالمسألة أو القضية الرومانية. وظلت هذه المسألة أو القضية بلا حل على مدى 59 سنة، كان كافة الباباوات اللاحقين خلالها، يحصرون تحركاتهم على مجرد التنقل بين عدَّة مبانٍ قليلة بالفاتيكان في روما، رافضين مُغادرة روما. من المؤكد أن الكنيسة الكاثوليكية في القرن التاسع عشر كانت مكتنفة بمحيط أشبه بالبرية الشديدة العداء.
وباختصار، فقد رأينا حتى الآن أنه منذ عام 1798م (عندما نـُفي البابا بيوس السادس إلى فلينس بواسطة الجنرال الفرنسي)، وحتى عام 1870 (عندما اغتـُصِبَت روما بواسطة الجيش الإيطالي)، غاصت كنيسة الروم الكاثوليك عميقاً في اختبار البرية، وهو اختبار أبعد ما يكون عن وضعها السابق كوحش، والذي استمتعت به خلال 1260 سنة لسيادتها عندما كانت قوة كونية مضطهدة تسببت، إما مباشرة أو من خلال تأثيرها الطاغي على حكام أوربا، في استشهاد ما يقرب من 100 مليون من أتباع المسيح الأمناء.
7. كيف تمَّ حل المسألة أو القضية الرومانية بين إيطاليا والكنيسة الكاثوليكية سنة 1929؟
كان الأمر غير معقول ويستحيل فهمه على بابا روما، وهو أن يكون رأساً للكاثوليك عبر أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته أن يكون خاضعاً في وطنه لرئيس آخر هو رئيس الدولة. فوفقاً لاعتقاد الكنيسة الكاثوليكية أنّ البابا بفضل دعوته، له الحق الذي لا يُمكن أن يتحوَّل أو يتغيَّر، في أن تكون له السيادة الزمنيّة المُطلقة. فعندئذ فقط يمكنه أن يمارس بحرية وبشكل كامل، واجباته بوصفه رأساً للكنيسة الكاثوليكية الجمعاء. ولكنّ هذه المطالبة تعارضت وتضاربت مع رغبة الإيطاليين الطبيعية في أن تكون لهم دولة متحدة وعاصمتها روما. وهكذا وجد الإيطاليون أنفسهم بعد سنة 1870م، ممزقين بين ولائهم وإخلاصهم للكنيسة الكاثوليكية بوصفهم كاثوليك أنفسهم، وبين ولائهم وإخلاصهم لدولتهم التي انشأت حديثاً. وهذا التوتر، الذي لم يجد حلاً، بين الجانبين أضعف الدولة الحديثة التكوين على المستوى العالمي والمحلي على حد سواء. فكان يجب إيجاد حل للمسألة أو القضية الرومانية.
كان طرفا النزاع يتوقان لوضع حد لهذه المعضلة التي طال أجلها. وفي سنة 1922، تبوَّأ مركز القيادة والقوة كل من الدوق بينيتو موسوليني، والبابا بيوس الحادي عشر. وبحلول عام 1929، وجدا أخيراً الحل للمسألة أو القضية الرومانية الشائكة التي استمرت 59 سنة. وفي 11 شباط (فبراير)، 1929، تمَّ في روما توقيع ثلاث مجموعات من الوثائق والمستندات عُرفـَت في مجموعها بلقب "اتفاقيات لاتيران"، نسبة إلى قصر لاتيران الذي تمَّ فيه التوقيع بواسطة كل من الكاردينال جاسباري، مُمثلاً للبابا بيوس الحادي عشر، وموسوليني، ممثلاً للملك فيكتور إمانوئيل الثالث.
8. هل لك أن تلخِّص النقاط الأساسية لمعاهدة لاتيران سنة 1929م بين إيطاليا وكنيسة الروم الكاثوليك؟
1- اعترفت الدولة الإيطالية بسيادة الكنيسة الكاثوليكية واعتبرت الكنيسة على أنّها عضوة مستقلة في المجتمع الدولي. ومن خلال هذه الإتفاقية حصلت الكنيسة على ولاية [دولة] مستقلة في روما على مساحة 44 هكتار.
2- اعترفت الدولة الإيطالية بكنيسة الروم الكاثوليك بوصفها الديانة الرسمية للدولة، واعترفت الكنيسة الكاثوليكية بدورها باستقلال المملكة الإيطالية.
3- ألغيت كافة القوانين التي أصدرها البرلمان ضد رجال الدين منذ 1870م واعتـُبرت باطلة.
4- أجريت تسوية نقديّة في صالح كنيسة الروم الكاثوليك لتعويضها عن تخليّها عن كافة مطالبها الشرعية بمدينة روما وكافة الولايات والإمارات البابوية القديمة.
5- تعهّد البابا بالتزام جانب الحياد الدائم فيما يختص بالعلاقات الدولية والامتناع عن التوسُّط في أي خلاف إلا إذا طــُلِبَ منه ذلك بشكل محدّد من قبل كافة الفرقاء المعنيين.
9. ما هي أهمية مُعاهدة لاتيران سنة 1929م بالنسبة لاختبار البرية الذي دخلت فيه
الكنيسة الكاثوليكية منذ سنة 1798م؟
إنّ ما حصلت عليه كنيسة الروم الكاثوليك سنة 1929م هو استقلالها وسيادتها. والاستقلال السياسي يعني أنها الآن أصبحت مملكة، وإن يكن على مساحة من الأرض أصغر بكثير، حيث صار البابا هو الحاكم المُطلق عليها. وأصبح البابا الآن هو الرأس الأعلى للكنيسة الكاثوليكية حول العالم، وليس هذا وحسب، بل صار أيضاً هو الملك الزمني بلا مُنازع على دولة مدينة الفاتيكان. وهكذا لم يعد البابا سجين الأسر.
ومع ذلك، فإن كنيسة الروم الكاثوليك، لم تستعد في سنة 1929م، ولا حتى من بعيد، المنزلة التي كانت لها قبل عام 1798م، عندما كانت قوة مُطلقة [الوحش]. وبهذا فهي في سنة 1929م، لم تخرج بعد من اختبار البرية. ومع أنّه في 1929م، وبفضل مُعاهدة لاتيران، تمَّ الاعتراف بالبابا عالمياً بوصفه ملكاً له سُلطة مُطلقة، إلا أنَّ مُعاهدة لاتيران اشترطت على البابا أن يتعهَّد بالتزام جانب الحياد الدائم بالنسبة للشؤون الدولية. وما كان يُمكن تخيّل أن يوافق أي بابا، قبل عام 1798م، على مثل هذه الشروط المقيِّدة للحرية. فاعتقاد الكنيسة الكاثوليكية منذ قديم الزمان، هو أنَّ المسيح هو سيِّد الأرض كلها، وأنّه عند صعوده أوكل سلطته وسيادته تلك لممثله بطرس ولخليفة بطرس، وهو البابا. وبناء على ذلك، فموقف الكنيسة الكاثوليكية المُعلن هو أنَّ القوة الزمنية الحقيقية والسيادة المطلقة ترتكز بشكل كامل في شخص البابا. وبالتالي، فإن كل حاكم أرضي أو ملك، لا يتمتع بأية قوة أو يسيطر على أي مساحة، إلا كما يرى البابا مُناسباً.
ومُجمل القول هو أنّ معاهدة لاتيران، وإن كانت قد ضمنت للكنيسة الكاثوليكية بعض المكاسب الملموسة، إلا أنّها لم تـُرجـِع للبابا سلطته العليا وقوته التي تمتعت بها الكنيسة دولياً حتى عام 1789م، وجعلتها قادرة على اضطهاد أعدائها، وبالتالي لـُقـِّبت في نبوات الكتاب المقدس بلقب الوحش [ذات السلطة المُطلقة]. ومن هنا فلا توجد أهمية خاصة لمعاهدة لاتيران سنة 1929م بالنسبة لاختبار البرية الخاص بكنيسة الروم الكاثوليك، نظراً لأنها ظلت في البرية حتى بعد عام 1929
سبعة ملوك
10. وماذا عن الملوك السبعة لكنيسة الروم الكاثوليك خلال فترة البرية التي كانت فيها؟
نأتي الآن إلى أهم جزء في الأصحاح كله. لقد أنبأ يهوه بوجود سبعة ملوك فقط: (( وسبعة ملوك، خمسة سقطوا وواحد موجود، والآخر لم يأت بعد، ومتى أتى، ينبغي أن يبقى قليلاً )) (رؤيا 17 : 10). ويمكننا الخروج بالحقائق التالية، من هذه الآية:
1- الملوك سبعة في مجموعهم
2- اُخِذ يوحنا في الرؤيا إلى زمن الملك السادس: "خمسة سقطوا، وواحد موجود". وهو يأتي بعد أن يكون الخمسة الأولين قد سقطوا. مرة أخرى نشدّد على أنّها لم تكن بمحض الصدفة أن يؤخذ يوحنا عندما كان في الرؤيا إلى الوقت الذي يتواجد فيه الملك السادس. فهذه إشارة إلهية يقود بها يهوه شعبه لأن يركزوا انتباههم على ذلك الملك بوجه خاص، إذ أنّه سيلعب دوراً في غاية الأهمية في أحداث الأيام الأخيرة.
3- الملك السابع "ينبغي أن يبقى قليلاً".
11. إذاً، مَن هم الملوك/الباباوات السبعة؟
كان بيوس الحادي عشر هو أول بابا للروم الكاثوليك (مِن 6 شباط (فبراير)، 1922) وأصبح ملكاً أيضاً في 11 شباط (فبراير)، 1929. وهو الذي اشترك مع موسوليني في إبرام مُعاهدة لاتيران.
12. ما الذي تعيَّن أن يحدث بعد الفترة القصيرة التي أنبئ بها بالنسبة لحكــم بينيدكت 16؟
(( والوحش الذي كان، وليس الآن، فهو ثامن، وهو من السبعة، ويمضي إلى الهلاك )) (رؤيا 17 : 11). ومن هنا نعرف الآتي:
1- كانت كنيسة الروم الكاثوليك، وحشاً، ذات مرة (حتى 1798)، ولكنها الآن ليست كذلك (إذ أنها كانت في اختبار البرية منذ 1798). ولكنها ستستعيد مكانة الوحش مرة أخرى (بمعنى أنها ستخرج من اختبار البرية) بعد سقوط الملك السابع بينيدكت 16.
2- سيكون وحشاً أيضاً، لأنّه مِن خلاله تستعيد كنيسة الروم الكاثوليك قوَّتها السابقة وسلطتها على اضطهاد أعدائها.
3- والثامن عندما يأتي سيكون هو الأخير، لأنّه (( يمضي إلى الهلاك)).